يآ هلا نورتم المدونة

أنثروا عليهم الورود و ارحلوا !!

من طرف Unknown  
التسميات:
9:40 ص


السلام عليكم يا سادة يا كرام .. 
سأحكي لكم قصة حدثت في قديم الزمان ..
و لكن أولا صلوا على هادي الأنام للحب و الإحسان ~ عليه الصلاة والسلام

خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ذاهبا إلى بلاد الشام، وكان معه بعض الصحابة.وفي الطريق علم أن مرض الطاعون قد انتشر في الشام، وقتل كثيرا من الناس، فقرر الرجوع، ومنع من معه من دخول الشام.
فقال له الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح: أفرارا من قدر الله يا أمير المؤمنين؟
فرد عليه أمير المؤمنين: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة!
ثم أضاف قائلاً: نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله؛
 أرأيت لو أن لك إبلا هبطت واديا له جهتان: إحداهما خصيبة (أي بها زرع وحشائش تصلح لأن ترعى فيها الإبل)،
 والأخرى جدبة (أي لا زرع فيهما، ولا تصلح لأن ترعى فيها الإبل)،
 أليس لو رعيت في الخصيبة رعيتها بقدر الله، ولو رعيت في الحدبة رعيتها بقدر الله؟
 قصتنا الأخرى واحدة كالسابقة و لكن أحداثها تكون في قريب الزمان ..
 قصتنا تدور حول أناس هربوا
     من جحيم الحصار والقتل في سوريا، إلى جحيم البحر أمام سواحل جزيرة مالطا.
ما بين سندان الحصار و مطرقة الموت هرب الاجيئين الفلسطينين من سوريا نحو جزيرة مالطا بحثاً عن مأوى آمناً و حياة كريمة .. البحر أمامهم والعدو خلفهم فيومئذ أين المفر ؟؟!!
        هرب الوالد و الولد و مات الوالد و الولد والأمل
 
كانت لحظة قاسية تلك التي جاء فيها الخبر وكان الاقسى منه أن أكثرالاموات  كانوا من الصغار الأبرياء ..
بمجرد أن سمعت الخبر تزاحمت إلى ذاكرتي كلمات البرغوثي حين قال :
في العالم العربي تعيش
بتبص في الساعة
وخايف نشرة الأخبار تفوت
علشان تشوف ع الشاشة ناس،
في العالم العربي،
تموت.
الاجئون (الفلسطينيون) حالهم كحال الكثير من المواطنين (السوريون) هربوا من قسوة القتلة هناك قاصدين أي طريق كانت نحو الخلاص فكان قضاء الله بغرقهم ..
ليس ذنبهم أنهم هجروا مرتين حتى يلقوا حتفهم في الثانية ..


أنثروا عليهم الورود و ارحلوا
شاشات التلفاز قامت بالواجب .. غطت الحدث و أسردت تفاصيله ..
فقادة التيارات العربية في كل حدب وصوب من الوطن العربي و خارج حدوده قدموا للفضائيات من الخطب و الكلمات الرنانة الشيئ الوفير ،و وفروا مادة إعلامية دسمة تملأ بها مساحة  من جدول قنواتها و فترة واسعة من بثها الفضائية مما يدلل حقاً على الكرم العربي ..

ماذا بعد؟؟!!
 ليست هذه الحادثة الأولى و لست أظنها الأخيرة ..
و لكن السؤال متى تكون نهاية هذه الدراما المحكمة الإخراج و التمثيل ..
شكسبير نفسه في أدبه و تراجيدياته لم يصل بخاليه لمثل هذه الواقعة ..
ولكن حسبك فقد صدق من قال تكون الحقيقة كثيراً أصعب و أغرب من الخيال ..
قل للعدو، أراك أحمق ما تزالْ،
فالآن فاوضهم على ما شئت
واطلب منهمو وقف القتالْ
يا قائد النفر الغزاة إلى الجديلة
أو إلى العين الكحيلة
من سنين
أدري بأنك لا تخاف الطفل حياً
إنما أدعوك صدقاً، أن تخاف من الصغار الميتين.

نبذة عن الكاتب


مدونة ألوان تهتم بالافكار العملية و التنمية البشرية و التدريس و خواطر من نبض قلمي .. ..

هناك تعليق واحد :

  1. الله يرحمهم و يلطف بعباده المستضعفين أينما كانوا

    ردحذف

back to top